زائر زائر
| موضوع: مكتبة لقصص الكاتبة الشهيرة ......( أجاثا كريستي ) ؛؛ السبت أكتوبر 25, 2008 6:53 am | |
| السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.... اليوم ان شاء الله راح ابدأ بتنزيل قصص الكاتبه الشهيره / أجاتا كريستي وكل يوم قصه بس ماراح انزل الا اذا شفت تفاعل ...... اوكي وهذي القصه الاولى....
هذة رواية الزائر الغريب وهى قصة قصيرة أرجو أن تحوذ على اعجابكم
الزائر الغريب وقفت بباب مكتب جيمس هاكر سمسار العقارات بمدينة ايفى كورنرز سيارة فخمة تدل لوحتها المعدنية على أنها من نيويورك ولم يكن هاركر بحاجة الى النظر فى لوحة السيارة كى يعلم أن صاحبها ليس من أهل المدينة فقد كانت السيارة حمراء فارهة لا مثيل لها فى ايفى كورنرز وكان صاحبها قصير القامة بدينا لم يسبق لهاركر أن رآة. وغادر الشخص سيارتة ووقف على افريز الشارع يتأمل الافتة الكبيرة التى وضعها هاركر على باب مكتبة . قال السمسار يحدث سكرتيرتة التى كانت وقتئذ فى شغل بقرائة احدى القصص. ،، تظاهرى بالأستغراق فى العمل يا هيلين فقد أقبل زبون ،، فأخفت هيلين القصة فى أحد الأدراج ووضعت ورقة بيضاء فى الآلة الكاتبة وسألت السمسار: - ماذا أكتب يا مستر هاكر؟ - أى شىء .. أى شىء وفتح الرجل الباب ودخل وراح ينقل بصرة بين السكرتيرة والسمسار، ثم احنى رأسة لهذا الأخير محييا وقال متسائلا : - هل أنت مستر هاكر ؟ -نعم يا سيدى فماذا أستطيع ان افعل من أجلك ؟ فلوح بصحيفة فى يدة وقال : - لقد قرأت اعلانا عن مكتبك فى هذة الصحيفة - نحن ننشر هذا الأعلان فى التايمز مرة كل أسبوع لأن الكثيرين من أهل المدينة الكبراء يتوقون الى شراء بيوت فى المدن الصغيرة الهادئة يخيل الى أنك من نيويورك يا مستر ... فقال : - بيرى ..أدكار بيرى وأخرج من جيبة منديلا جفف بة عرقة وقال : - إن الطقس حار اليوم ؟ - هذة موجة طارئة لن تستمر طويلا فأن الجو فى هذة المدينة معتدل بصورة عامة،لأنها تقع على ضفة بحيرة كبيرة لا شك انك مررت بها وأنت فى طريقك إلينا ، ألا تتفضل بالجلوس يا مستر بيرى ؟ -شكرا . وتهالك على أحد المقاعد، وتنهد بارتياح - لقد طفت بارجاء المدينة قبل قدومى اليك وهى فى الحقيقة مدينة صغيرة هادئة. - انها كذلك هل لك فى لفافة تبغ يا مستر بيرى؟ كلا .. شكرا ثم أن وقتى ضيق فهل أستطيع التحدث فورا فيما أتيت بخصوصة؟ ثم وجة حديثة الى الفتاة قائلا : - هلا كففت عن الكتابة الأن يا هيلين ؟ ان ضوضاء الألة الكاتبة لا يحتمل. - حسنا يا مستر هاكر. -والأن يا مستر بيرى .. هل وقع اختيارك على منزل معين تريد شرائة ؟ - الواقع أننى رأيت منزلا على مشارف المدينة وأريد أن أعرف شيئا عنة ، انة منزل قديم يخيل الى أنة مهجور؟ - هل هو قائم على أعمدة وتحيط بة حديقة واسعة؟ - نعم وقد رأيت علية لوحة تدل على أنة معروض للبيع . فهز هاركر رأسة فى حزن وقال: - هذا المنزل غير جدير باهتمامك يا سيدى. فسألة مستر بيرى : - لماذا فقدم الية هاركر قائمة بالمنازل المعروضة للبيع وقال : - اقراء ما كتب عنة فى هذة القائمة. وقرأ مستر بيرى: منزل قديم يتألف من ثمانى غرف وحمامين وتحيط بة حديقة كبيرة.. وموقعة قريب من السوق والمدارس، الثمن 75 الف دولار قال هاركر: - الا يزال يهمك شرائة؟ - ولم لا؟ هل ثمة ما يمنعنى من شرائة؟ فحك هاركر راسة وقال : اذا كانت هذة المدينة قد أعجبتك حقا.. وكان فى نيتك الأقامة بها فاءننى أستطيع أن اعرض عليك بيوتا أفضل من هذا بكثير. فقال مستر بيرى: - صبرا لحظة لقد جئتك للأستفسار عن هذا المنزل بعينة فهل تريد أن تبيعنى اياة أو لا تريد فارتسمت على شفتى هاركر ابتسامة ساخرة وقال: - دعنى اوضح لك الأمر يا مستر بيرى ... منذ خمس سنوات جاءتنى السيدة فلورنس غريم عقب وفاة ابنها وطلبت الى التوسط فى بيع منزلها ولكن قلت لها فى صراحة أن الثمن الذى تطلبة مبالغ فية كثيرا وان المنزل لا يساوى اكثر من عشرة آلاف دولار. ولم يستطع مستر بيرى اخفاء دهشتة، وصاح - كيف تطلب اذا 75 الف دولار ثمنا لمنزل لا يساوى اكثر من عشرة آلاف دولار - أرجوألا تسألنى عن ذلك ان المنزل قديم فعلا ويكاد أن يكون أثريا ، ولكن بعض اعمدتة توشك أن تنهار وقبوة ملىء بالماء، وطابقة العلوى مائل نحو خمسة عشر سنتيمترا! فسألة مستر بيرى: - اذا لماذا تطلب هذا المبلغ الباهظ ثمنا لمنزل متداع ؟ فهز هاكر كتفية وقال : - لعلها تفعل ذلك لأسباب عاطفية فالمنزل مملوك لأسرتها منذ حرب الأستقلال. فأطرق مستر بيرى رأسة وغمغم قائلا كمن يحدث نفسة: - هذا امر يؤسف لة! وارتسمت على شفتية ابتسامة باهتة... وقال يحدث مستر هاكر: - لا أكتمك أن المنزل أعجبنى لحسن موقعة وكنت أفكر فية باعتبارة المكان الذى طالما حلمت بالأقامة فى مثلة. - الواقع انة صفقة طيبة بمبلغ عشرة ألاف دولار أما أن يدفع المشترى خمسة وسبعين الفا... وقلب شفتية وضحك ثم استطرد قائلا: -اننى أفهم وجهة نظر صاحبتة وأعرف طريقة تفكيرها.. ان ايرادها ضئيلل وكان ابنها يساعدها بالمال منذ كان يعمل فىنيويورك ويربح كثيرا ثم مات الأبن ووجدت المرأة أن من الأوفق أن تبيع المنزل، ولكنها لم تستطع اقناع نفسها بالتخلى عنة .. بعد أن عاشت فية هى وأسرتها أكثر من قرن من الزمان ولهذا حددت لة ثمنا باهظا لا يقبلة أحد.. وبذلك أرضت ضميرها. - ان بعض الناس ينحون فى تفكيرهم نحوا عجيبا. فقال مستر بيرى وهو مستغرق فى التفكي : - نعم هذا صحيح ثم نهض واقفا وقال : - لقد خطر لى خاطر يا مستر هاكر ، لماذا لا تدعنى اتصل بمسز غريم وأتفاوض معها فربما استطعت اقناعها بخفض الثمن. فتمتم هاكر : - سوف تضيع وقتك سدى يا مستر بيررى ... اننى أحاول ذلك منذ خمسة أعوام - من يدرى ؟ ربما اذا حاول ذلك أحد سواك. -جرب حظك اذا وأنا على استعداد لمعاونتك . فقال مستر بيرى : - حسنا .. سأتصل بها تليفونيا على الفور لأنبئها بقدومك . واجتاز مستر بيرى شوارع المدينة الصغيرة الهادئة بسيارتة الحمراء الكبيرة... ووصل إلى منزل أحلامة دون أن يلتقى فى طريقة بأية سيارة أخرى. ودق باب المنزل، ففتحتة سيدة قصيرة القامة بدينة الجسم وقد خط الشيب شعرها ، وأحدثت السنون فى وجهها أخاديد عميقة تلتقى كلها عند ذقن تنم عن العناد وقوة الأرادة. قالت: - لابد أنك مستر بيرى .. لقد اتصل بى مستر هاكر وأنبأنى بقدومك. فأجاب بيرى وهو يضع على شفتية أعذب ابتسامة : - نعم يا سيدتى .. هل تسمحين لى بالدخول ؟ إن الحر لا يطاق - أعلم ذلك ، ولقد أعددت لك قدحا من عصير الليمون المثلج ، تفضل بالدخول يا سيدى ، ولكن لا تتوقع الدخول معى فى مساومات ، فاننى لست ممن يساومون. فرد فى أدب : - أعلم ذلك يا سيدتى. وتبعها إلى الداخل وكان المنزل مظلما رطبا فقادتة السيدة الى قاعة استقبال فسيحة تبعثرت فى أرجائها قطع من الأثاث لا طراز لها ولا لون. وجلست المرأة على أحد المقاعد ، وعقدت ساعديها فوق صدرها بحزم وقالت : - اذا كان لديك ما تريد قولة يا مستر بيرى فقلة على الفور. فتنحنح بيرى ليجلو صوتة ، وقال فى رقة ودعة : - لقد تحدثت الى السمسار بشأن هذا : فقاطعتة قائلة : - اعلم كل ذلك ، ولكن هاكر كان مغفلا حين شجعك على القدوم لمساومتى ، ومحاولة اقناعى بخفض ثمن المنزل ، فليس من اليسب على من كانت فى مثل سنى أن تتزحزح عن رأيها . فقال بيرى متلعثما : - الواقع يا سيدتى ، أن هذة لم تكن نيتى ، انما كنت أريد أن أتجاذب معك أطراف الحديث ! فتراخت المرأة فى مقعدها وقالت : - الكلام مباح فقل ما بدا لك . فقال بيرى وهو يجفف عرقة : - سأوضح لك الموقف بأيجاز.. اننى رجل أعمال ، وأعزب.. وقد كافحت طويلا وجمعت ثروة لا بأس بها ، وآن لى أن استريح واقضى بقية حياتى فى مكان هاىءن ولقد اعجبتنى هذة المدينة .. وأذكر اننى مررت بها فى احدى جولاتى وقلت لنفسى : حبذا لو أجد بيتا يصلح لاقامتى ؟ - وقد اتيت اليوم الى هذة المدينة ، ورأيت هذا المنزل، وخيلالى انة ضالتى المنشودة. - أنا ايضا أحب هذا المنزل يا مستر بيرى، والثمن الذى ذكرة لك مستر هاكر معتدل كثيرا. - خمسة وسبعون الفا ليست مبلغا معتدلا يا مسز غرين، ان بيتا كهذا لا يكلف هذة الأيام أكثر من .. فقاطعتة المرأة صائحة : - كفى .. كفى يا مستر بيرى ... قلت لك اننى لست على استعداد للمساومة ، فاذا لم تكن على استعداد لدفع الثمن الذى طلبتة ، فأرجو أن تعتبر الموضوع منتهيا . - ولكن.. - طاب يومك يا مستر بيرى. ونهضت واقفة ، كأنما لتوحى الية بالأنصراف.. ولكنة لم يبرح مكانة وهتف قائلا : - صبرا لحظة يا سيدتى ، صبرا لحظة ، انة ثمن خيالى ، ولكن.. ولكن لا بأس ، سأدفع ما تطلبين. فرمقتة بنظرة فاحصة طويلة ، ثم قالت ببطء : - هل أنت واثق من ذلك يا مستر بيرى ؟ - كل الوثوق .. عندى مال كثير ، وما دامت هذة إرادتك فليكن ما تريدين ! فقالت وعلى شفتيها ابتسامة غامضة : - لابد أن يكون عصير الليمون قد اثلج الأن .. سآتيك بقدح منة ، ومن ثم أحدثك عن المنزل وجفف بيرى عرقة وتناول قدح العصير المثلج الذى جاءت بة المرأة على صفحة صغيرة ، وتجرع الشراب بشراهة. وقالت العجوز وهى تسترخى فى مقعدها : - لقد امتلكت أسرتى هذا المنزل منذ سنة 1802 وكان قد بنى قبل ذلك بنحو خمسة عشر عاما وجميع أفراد الأسرة فيما عدا ابنى ميشبل قد ولدوا فى غرفة النوم بالطابق الثانى أنا الوحيدة التى شذذت عن أمهات الأسرة ، فقد وضعت ميشيل فى أحد المستشفيات. ولمعت عيناها الضيقتان واستطردت قائلة : - أنا أعلم أنة ليس أفضل منزلفى المدينة ، ومنذبضعة اعوام امتلاء قبوة بالماء ، ولم يجف تماما منذ ذلك الوقت .. ولقد توفى زوجى ولم يبلغ ميشبل التاسعة من عمرة ، وضاق بنا الحال حتى اضررت إلى مزاولة الحياكة والتطريز وأشغال الأبرة ، وكان أبى قد ترك لى ايرادا صغيرا وهو الذى أعيش بة الأن ..وافتقد ميشيل أباة ، ونشأ غلاما ثائرا متمردا ، طموحا كغيرة من الشباب ، فما أن تخرج من الجامعة ، حتى رحل الى نيويورك رغم ارادتى ، ولا بد أنة نجح فى عملة هناك ، لأنة كان يرسل لى نقودا بانتظام ، ولكنى لم ارة طيلة تسعة أعوام ! واغرورقت عيناها بالدمو ومضت تقول : - لقد آلمنى فراقة .. ولكن ألمى كان أشد حين عاد ، لأنة كان فى مأزق .. ولم أعرف تماما ما هى متاعبة ، فقد اقبل فى منتصف الليل .. كان شديد الهزال والنحول ، ويبدو أكبر سنا مما هو حقيقة، ولم يكن يحمل من المتاع سوى حقيبة صغيرة سوداء ، وحينما حاولت فتح الحقيبة ، رفع يدة وهم بأن يضربنى .. نعم هم بأن يضربنى ، أنا أمة. ووضعتة فى الفراش كما كنت أفعل وهو طفل ، ولكن لك يغمض لة جفن ، وظل يبكى طوال الليل. وفى الصباح .. طلب الى أن أغادر المنزل لبضع ساعات ، وقال انة يريد أن يفعل شيئا ، ولم يوضح لى طبيعة ذلك الشىء ، ولكنى لا حظت حين عدت فى المساء أن الحقيبة اختفت . وهنا افرغ مستر بيرى فى جوفة ما تبقى فى القدح من عصير الليمون وسأل : - وكيف تفسرين ذلك ؟ - لم أعرف على الفور ، ولكنى عرفت كل شىء فى المساء ، فقد اقبل شخص الى المنزل فى المساء ، ولا أعلم كيف دخل ، ولكنى علمت بوجودة حين سمعت صوتة فى غرفة ميشيل ،فألصقت اذنى بباب الغرفة ، وحاولت أن أنصت الى حديثهما لأعرف نوع المتاعب التى تقلق ميشيل وتؤرقة، ولكننى لم اسمع سوى صيحات الغضب وعبارات التهديد ، وفجأة .. وصمتت العجوز لحظة ، وغاص رأسها فوق صدرها كما لو كانت الذكريات تثقل كاهلها. ثم عادت الى الحديث : - وفجأة ، دوى طلق نارى ، فاقتحمت الغرفة ، ورأيت احدى النوافذ مفتوحة ، وقد اختفى الزائر المجهول ، اما ميشيل فكان ممددا على الأرض جثة هامدة. وصمتت المرأة مرة أخرى .. ثم عادت الى سرد قصتها . - كان ذلك منذ خمس سنوات ، خمس سنوات طوال ، وقد انقضى بعض الوقت .. قبل أن أعرف الحقائق كلها من رجال البوليس . ويبدو مما قالة رجال البوليس ، ومما حدث فى ذلك اليوم المشؤوم أن ميشيل والشخص الآخر اشتركا فى السطو على أحد البنوك ، وسرقا بضعة آلاف من الدولارات ، وأن ميشيل اراد الأحتفاظ بالمبلغ كلة لنفسة فجاء بة فى الحقيبة ، وطلب منى مغادرة المنزل ليتسنى لة اخفاؤة فى مكان ما ، وحين اقبل شريكة فى مساء اليوم التالى للمطالبة بنصية ، ولم يجد المال .. اطلق رصاصة على ميشيل صرعتة على الفور . وحملقت المرأة فى وجة مستر بيرى واستطردت قائلة : - وهذا هو السبب فى أننى حددت ثمن هذا المنزل بخمسة وسبعين ألف دولار .. كنت أعلم أن قاتل ولدى سيعود يوما ما وسيحاول شراء هذا المنزل بأى ثمن ، للبحث فية عن الحقيبة .. وأصبحت كل مهمتى ان أنتظر بفروغ صبر .. حتى يأتى الشخص الذى يبدى أستعدادة لشراء هذا المنزل المتداعى بالثمن الباهظ الذى حددتة. قالت ذلك ونظرت إلى مستر بيرى وعلى شفتيها ابتسامة ساخرة ماكرة ؟ وكان بيرى يترنح فى مقعدة وقد زاغ بصرة ، وحين حاول إعادة القدح الى مكانة فى الصفحة ، لم يستطع ذلك .. وسقط القدح من يدة وسمعته المرأة يغمغم بصوت متقطع : - يا ألهى ! ما أشد مرارة هذا العصير !وكانت تلك آخر كلمة نطق بها مستر بيرى قبل أن يقتلة الشراب المسموم . مـع خ ـــــــالص ح ـــــــبي ؛ بنت ناس وقلبي ألماس :flower:
عدل سابقا من قبل بنت ناس وقلبي ألماس في الإثنين أغسطس 10, 2009 9:15 pm عدل 2 مرات |
|
oOo واوا الفوشــيه oOo مشرفهـ القسم العام
عدد المشاركات : 180 العمل/الترفيه : طـ ــ ــ ــالبـ ــ ــة المزاج : غريبة المزاج تاريخ التسجيل : 25/10/2008 My sms :
| موضوع: رد: مكتبة لقصص الكاتبة الشهيرة ......( أجاثا كريستي ) ؛؛ الخميس أكتوبر 30, 2008 3:43 pm | |
| يعطيك العوافي قلبوووووووووو..
سلمت اناملك ..
احنا في انتظار القصص ..
" " | |
|
بنوته كول مشرفه سابقه
عدد المشاركات : 28 تاريخ التسجيل : 20/10/2008 My sms :
| موضوع: رد: مكتبة لقصص الكاتبة الشهيرة ......( أجاثا كريستي ) ؛؛ الإثنين نوفمبر 03, 2008 6:57 am | |
| يسلمووووووووووووووووووووو في انتظار جديدك | |
|
MoGamEsCo0o الإدآرهـ
عدد المشاركات : 445 العمل/الترفيه : طآآإأآآلـبــهـ تاريخ التسجيل : 10/09/2008 My sms :
| |
last555chance بنوته مميزه
عدد المشاركات : 36 العمر : 31 المزاج : كوول على طوول تاريخ التسجيل : 10/10/2008 My sms :
| موضوع: رد: مكتبة لقصص الكاتبة الشهيرة ......( أجاثا كريستي ) ؛؛ الثلاثاء نوفمبر 11, 2008 8:33 am | |
| | |
|
زائر زائر
| موضوع: مشكووووووووره الخميس نوفمبر 27, 2008 10:06 am | |
| oOo واوا الفوشــيه oOo
بنوته كول
عذوبة أنثى
last555chance
الله يسلمكم جميعاً .....
وان شاء الله انزل لكم قصص قريباً .....
|
|
زائر زائر
| موضوع: عش الزنابير (قضايا بوارو المبكرة) اجاثا كريستي الأربعاء يناير 21, 2009 9:49 am | |
| عش الزنابير
خرج جون هاريسن من المنزل ووقف على المصطبة الأمامية بعض الوقت ينظر الى الحديقة أمامه. كان رجلا ضخما ذا وجه نحيل شديد الشحوب. كانت سيماه عادة تميل الى الجهامة ولكن عندما ترق القسمات المتغضنة -كما هو الآن- فتصبح ابتسامة يصبح فيه شئ ما شديد الجاذبية.
لقد أحب جون هاريسن حديقته ولم يسبق لها أن بدت أفضل مما تبدو عليه هذا المساء الصيفي من شهر آب باعثة على الاسترخاء. لم تزل الورود المعترشة جميلة والبازلاء الحلوة تملأ الجو بعبقها.
صوت صرير مألوف تماما جعل هاريسن يدير رأسه بحدة. من هو القادم من بوابة الحديقة؟ بعد دقيقة على وجهه تعبير الدهشة التامة لأن هيئة الرجل المهندم القادم عبر ممر الحديقة كانت آخر ما يتوقع رؤيته في هذا المكان من العالم.
صرخ هاريسن: هذا والله عجيب, السيد بوارو!
وكان حقا هيركيول بوارو الشهير الذي طبقت شهرته الآفاق.
- نعم. لقد قلت لي يوما: "ان وجدت نفسك يوما في هذا الجزء من العالم فتعال لزيارتي", وقد أخذت بجريرة كلمتك وجئت.
أجاب هاريسن بحماسة: وأنا ممتن لذلك اجلس واشرب شيئا.
وأشار الى طاولة على الشرفة فقال بوارو وهو يغرق في كرسي شبكي القاعدة: "أشكرك لا أظن أن لديك عصير فواكه محلى؟ كلا, لا أظن ذلك. قليل من ماء الصودا اذن, لا مشروبات كحولية". ثم أضاف بصوت حساس معبر بينما كان هاريسن يضع له كأس الصودا بجانبه: خسارة.. شاربان متهدلان! والسبب هو هذا الحر.
سأله هاريسن وهو يجلس على كرسي آخر: وما الذي جاء بك الى هذه البقعة الهادئة؟ المتعة؟
- كلا يا صديقي, بل العمل.
- العمل؟ في هذا المكان النائي؟
هز بوارو رأسه بالايجاب وهو متجهم الوجه ثم قال: نعم يا صديقي, فليست كل الجرائم ترتكب بين الحشود الغفيرة كما تعلم.
ضحك الآخر وقال: أظنها كانت ملاحظة بلهاء من طرفي. ولكن ما هي الجريمة المحددة التي تحقق فيها هنا, أم أن ذلك شئ يجب أن لا أسأل عنه؟
- تستطيع أن تسأل, والحقيقة أنني أفضل أن تسأل.
نظر اليه هاريسن بفضول؛ فقد أحس بأن في أسلوب صديقه وطريقة كلامه شيئا غير عادي. بعدها تقدم بحديثه على نحو متردد بعض الشئ, قال: هل قلت انك تحقق بجريمة؟ جريمة جدية؟
- من أكثر ما يمكن أن تكون الجرائم جدية.
- ماذا تعني...
- جريمة قتل.
وقد نطق بوارو هاتين الكلمتين بجدية بالغة جعلت هاريسن تأخذه المفاجئة. كان بوارو يحدق اليه مباشرة وأيضا كان في نظرته شئ غير عادي تماما بحيث لم يعد هاريسن يعرف كيف يستمر في الحديث. ولكنه قال أخيرا: ولكنني لم أسمع بأية جريمة قتل.
- نعم, فأنت لم تكن لتسمع بها.
- ومن هو القتيل؟
- حتى الآن, لا أحد.
- ماذا؟
- ولذلك قلت انك لم تسمع بها. انني أحقق في جريمة لم ترتكب بعد.
- اسمعني يا بوارو, هذا هراء.
- أبدا. ان كان بوسع المرء أن يحقق في جريمة قبل حدوثها فان ذلك أفضل بكثير -بالتأكيد- من التحقيق بعد الجريمة. يمكن للمرء حتى أن يمنعها.
نظر هاريسن اليه ثم قال: انك لست جادا يا سيد بوارو.
- بلى, انني جاد.
- أتعتقد حقا بأن جريمة قتل سترتكب؟ آه, هذا سخيف!
أنهى بوارو الجزء الأول من جملته دون أن يلقى بالا لتعجب صاحبه: مالم نستطع أن نمنعها. نعم يا صديقي, هذا ما أعنيه.
- نمنعها؟
- نعم قلت: نمنعها نحن. فسأحتاج الى تعاونك.
- ألهذا أتيت الى هنا؟
مرة أخرى نظر بوارو اليه ومرة أخرى جعله ذلك الشئ غير المحدد في نظرة بوارو يضطرب ويقلق.
- جئت الى هنا يا سيد هاريسن لأنني.. حسنا, لأنني أحبك.
ثم أضاف بصوت مختلف كليا: انني أرى يا سيد هاريسن بأن لديك هناك عش زنابير. عليك أن تدمره.
أدى تغيير الموضوع بهاريسن الى أن يقطب جبينه بطريقة تلفها الحيرة. ثم تبع بعينيه نظرة بوارو وقال بصوت مذعور: أنا في الحقيقة سأدمره... أو بالأحرى سيدمره الشاب لانغتن. هل تتذكر كلود لانغتن؟ كان حاضرا في نفس دعوة العشاء تلك التي قابلتك فيها. انه قادم هنا هذه الليلة ليدمر هذا العش. يبدو شغوفا بعض الشئ بهذا الأمر.
- آه, وكيف سيدمره؟
- بالنفط وحقنة الحديقة. ولكنه سيحضر ابرته الحاقنة؛ فحجمها أكبر من حجم ابرتي.
- ألا توجد طريقة أخرى؟ باستخدام سيانيد البوتاسيوم؟
بدا وكأن هاريسن قد فوجئ قليلا, وقال: بلى, ولكن تلك مادة خطيرة ومن المجازفة دوما الاحتفاظ بها في البيت.
هز بوارو رأسه موافقا ببطء وقال: "نعم, انه سم قاتل". تريث قليلا وردد مرة أخرى بصوت وقور: سم قاتل.
علق هاريسن ضاحكا: انه مفيد ان كنت تريد "تصريف" حماتك, ايه؟
ولكن بوارو ظل جادا, وقال: وهل أنت واثق يا سيد هاريسن بأن ما سيستخدمه السيد لانغتن في تدمير عش الزنابير هو النفط؟
- واثق تماما, لماذا؟
- انني أتعجب! لقد كنت عند الصيدلي في بارتشيستر عصر اليوم. وكان علي أن أوقع في سجل السموم مقابل احدى العقاقير التي اشتريتها ورأيت في السجل آخر مادة وآخر توقيع. كانت المادة سيانيد البوتاسيوم وقد وقع أمامها كلود لانغتن.
نظر هاريسن اليه وقال: غريب!... لقد أخبرني لانغتن أمس بأنه لم يحلم أبدا باستخدام هذه المادة والحقيقة أنه قال يجب عدم بيعها لهذه الأغراض.
أرسل بوارو ناظريه الى الحديقة. وكان صوته هادئا جدا وهو يطرح سؤاله: هل تحب لانغتن؟
جفل هاريسن؛ اذ بدا وكأن السؤال قد فاجأه على حين غفلة. قال: أنا... أنا... حسنا, بالطبع أحبه, ولماذا لا أحبه؟
- قال بوارو بهدوء: كنت أتساءل فقط ان كنت تحبه.
ولما لم يجب هاريسن مضى بوارو قائلا: وقد تساءلت أيضا ان كان هو يحبك؟
- ما الذي تريد الوصول اليه يا سيد بوارو؟ في عقلك شئ لا أستطيع سبر غوره.
- سأكون صريحا جدا معك. انك خاطب, وستتزوج يا سيد هاريسن. وأنا أعرف الآنسة مولي دين. انها فتاة جميلة وفاتنة جدا وقبل أن تكون مخطوبة لك كانت مخطوبة لكلود لانغتن وقد تركته من أجلك.
هز رأسه موافقا واستمر بوارو: أنا لا أسأل عن دوافعها في ذلك فربما تكون لها مبررتها. ولكنني أقول لك ما يلي: ليس من المستكثر عليك أن تفترض بأن لانغتن لم ينس ولم يغفر ذلك.
- أنت مخطئ يا سيد بوارو... أقسم أنك مخطئ. لقد تحلى لانغتن بروح رياضية وتقبل الأمر كرجل وقد كان شريفا معي الى حد مدهش... بذل كل ما بوسعه ليكود ودودا.
- ولم يسترع ذلك انتباهك كأمر غير عادي؟ لقد استعملت تعبير"الى حد مدهش" ولكنك لا تبدو مدهوشا.
- ما الذي تعنيه يا سيد بوارو؟
قال بوارو وفي صوته نبرة جديدة: أعني بأنه يمكن لرجل أن يخفي كرهه حتى يأتي الوقت المناسب.
- كرهه؟
هز رأسه بالنفي وهو يضحك.
- الانكليز أغبياء جدا؛ يعتقدون أنهم يستطيعون خداع الجميع وأن أحدا لا يستطيع خداعهم. هذا روحه رياضية, وهذا شاب طيب... لن يصدقوا أبدا وجود الشر فيه ولأنهم شجعان -رغم غبائهم- فهم أحيانا يموتون في وقت ليسوا مضطرين للموت فيه.
قال هاريسن بصوت منخفض: انك تحذرني. أنا أدرك ذلك الآن... أدرك ما حيرني طوال هذا الوقت. انك تحذرني من كلود لانغتن. وقد جئت هنا اليوم لتحذرني...
هز بوارو رأسه موافقا, فقز هاريسن واقفا وقال: ولكنك أنت المجنون يا سيد بوارو. نحن نعيش في انكلترا والأمور لا تجري بهذا الشكل هنا, فالخاطبون الذين تركتهم خطيباتهم لا يركضون في الشوارع طاعنين الناس في ظهورهم. وأنت مخطئ بخصوص لانغتن؛ فذلك الشاب غير مستعد أن يؤذي ذبابة.
قال بوارو بهدوء: حياة الذباب ليست موضع اهتمامي. ورغم أنك تقول ان السيد لانغتن غير مستعد لقتل ذبابة فانك تنسى أنه يعد العدة الآن لقتل عدة آلاف من الزنابير.
لم يجب هاريسن على الفور. ونهض بوارو بدوره وتقدم من صديقه ووضع يده على كتفه. كان بوارو ثائرا منفعلا حتى انه كاد أن يهز جسد الرجل الضخم وبينما كان يفعل ذلك همس بأذن صديقه قائلا: تغلب على غفلتك يا صديقي, تغلب على غفلتك. وانظر... انظر الى حيث أشير. هناك عند الحافة تماما قرب جذر الشجرة. انظر الى الزنابير وهي تعود الى عشها هادئة في نهاية النهار. خلال ساعة قصيرة سيحل بها الدمار وهي لاتعرف ذلك. ليس هناك من يخبرها.. ليس لديها -كما يبدو- أحد مثل هيركيول بوارو. انني أقول لك يا سيد هاريسن بأنني قد جئت الى هنا في عمل وان جرائم القتل هي عملي, وهي عملي قبل أن ترتكب بقدر ما هي عملي بعد ارتكابه. في أي وقت سيأتي السيد لانغتن لنزع عش الزنابير هذا؟
- لانغتن لن...
- سألتك في أي وقت؟
- في الساعة التاسعة. ولكنني أقول لك: انك مخطئ تماما. لانغتن لن يقدم أبدا...
صاح بوارو مقاطعا في نوبة عاطفة: يا لهؤلاء الانكليز!
ثم أخذ قبعته وعصاه ومضى عبر الممشى توقف قليلا ليلتفت ويقول: لن أبقى لكي أتجادل معك فلن أجني من ذلك الا اغضاب نفسي, ولكن, ليكن بعلمك: سأعود في الساعة التاسعة.
فتح هاريسن فمه ليتكلم, ولكن بوارو لم يعطه فرصة لذلك اذ قال: أعرف ما ستقوله... لانغتن لن يقدم أبدا... الخ. حسنا, أنت تقول: ان لانغتن لم يقدم أبدا! ولكنني -مع ذلك- عائد اليك في الساعة التاسعة. نعم, وسيسرني ذلك, اعتبرها هكذا: يسرني أن أشاهد تدمير عش الزنابير. اعتبرها رياضة من رياضاتكم الانكليزية!
لم ينتظر جوابا بل مضى سريعا في ممر الحديقة ثم الى الخارج عبر البوابة التي تصدر صريرا. وما أن أصبح في الشارع حتى خفت سرعة خطواته وتلاشت حيويته ونشاطه وأصبح وجهه قلقا وقورا. أخرج ساعته من جيبه ونظر اليها. كانت العقارب تشير الى الثامنة وعشر دقائق. تمتم قائلا: أكثر من ثلاثة أرباع الساعة. عجبا, هل استعجلت؟
تباطأت خطواته, بل بدا وكأنه وصل الى نقطة يكاد يعود فيها. بدا أن نذير شر غامضا يهاجمه ولكنه طرد ذلك الهاجس عنه بتصميم واستمر في سيره باتجاه القرية. ولكن وجهه كان ما يزال قلقا, وقد هز رأسه مرة أو مرتين صنع رجل لا يملك الا بعض القناعة.
كانت الساعة قبل التاسعة ببضع دقائق عندما اقترب مرة أخرى من بوابة الحديقة. كان المساء صافيا ساكنا لا تكاد ترى فيه هبة نسيم تحرك أوراق الشجر. ربما كان في هذا السكون شئ ما شرير كالهدوء الذي يسبق العاصفة.
تحركت قدما بوارو بشكل أسرع قليلا اذ شعر فجأة بالذعر وعدم اليقين. كان يخاف شيئا لا يدرك كنهه. وفي تلك اللحظة فتحت بوابة الحديقة وخرج منها كلود لانغتن بسرعة الى الشارع. وقد جفل عندما رأى بوارو وقال: آه...مـ... مساء الخير.
- مساء الخير يا سيد لانغتن. لقد خرجت مبكرا.
نظر لانغتن اليه وقال: لا أدري ما الذي تعنيه؟
- هل عالجت عش الزنابير؟
- في الحقيقة... لا, لم أعالجه.
قال بوارو بلطف: آه, أنت لم تعالج عش الزنابير. فماذا فعلت اذن؟
- جلست فقط وتحدثت قليلا مع هاريسن العجوز. انني مضطر حقا للاسراع بالانصراف الآن يا سيد بوارو. لم تكن لدي فكرة بأنك باق في هذا الجزء من العالم.
- لدي عمل هنا.
- آه! حسنا, ستجد هاريسن على المصطبة. أنا آسف لأنني لا أستطيع البقاء.
وأسرع مبتعدا. تابعه بوارو بنظراته. كان شابا عصبي المزاج حسن الهيئة ذا فم ينم عن الضعف! تمتم بوارو قائلا: فسأجد هاريسن على المصطبة اذن. ترى هل سأجده؟
دخل من بوابة الحديقة ثم عبر الممر. كان هاريسن جالسا على كرسي قرب الطاولة. جلس ساكنا بل انه لم يدر رأسه عندما اقترب منه بوارو قائلا: آه! يا صديقي. أأنت على ما يرام؟
ساد صمت طويل, قال بعده هاريسن بصوت ذاهل: ماذا قلت؟
- قلت: هل أنت على ما يرام؟
- بخير, نعم... أنا بخير. ولماذا لا أكون كذلك؟
- ألا تشعر بأية آثار سيئة؟... هذا جيد.
- آثار سيئة؟ من ماذا؟
- من مسحوق غسول الصودا.
نهض هاريسن فجأة وقال: غسول الصودا؟ ما الذي تعنيه؟
قام بوارو بحركة اعتذار وقال: انني آسف جدا لاضطراري لذلك, ولكنني وضعت بعض حبيبات مسحوق الصودا في جيبك.
- وضعت حبيبات الصودا في جيبي؟ لماذا بالله عليك؟
حدق هاريسن اليه. تكلم بوارو بهدوء وبأسلوب موضوعي وكأنه محاضر نزل الى مستوى طفل صغير: أنت تعلم أن واحدة من محاسن -أو مساوئ- العمل كرجل تحر أن ذلك يجعلك على اتصال مع طبقات المجرمين وهؤلاء يستطيعون أن يعلموك بعضا من أغرب الأمور وأشدها اثارة. صادفت نشالا ذات يوم واهتممت به لأنه -في تلك المرة تحديدا, من بين آلاف المرات- لم يكن قد ارتكب ما اتهم به, وهكذا أنقذته ولأنه شعر بالامتنان لي فقد وفاني أجري بالطريقة الوحيدة التي وصل اليها تفكيره, وهي تعليمي حيل مهنته. وهكذا فانني استطيع نشل جيب رجل -ان أردت- دون أن يحس أبدا ذلك. أضع احدى يدي على كتفه ثم أمثل دور المنفعل ولا يحس هو بشئ فيما أكون قد تمكنت من نقل ما في جيبه الى جيبي وترك بعض حبيبات الصودا مكانه.
ثم تابع بوارو حالما: أرأيت؟ ان أراد رجل أن يصل الى بعض السم بسرعة ليضعه في كأس دون أن يلحظه أحد فان عليه أن يحتفظ به في جيب معطفه الأيمن ليس من مكان آخر. لقد عرفت أنه سيكون هناك.
ثم دس يده في جيبه وأخرج بعض الحبيبات البيضاء المتكتلة المبلورة, وتمتم قائلا: خطيرة جدا... ولا ينبغي حملها هكذا دون اناء محكم.
ومن جيبه الآخر أخرج ببطء وهدوء زجاجة واسعة الفوهة. أدخل الحبيبات المتبلورة فيها ثم تقدم من الطاولة وملأ الزجاجة بالماء الصافي. بعد ذلك أغلق سدادتها بحذر وأخذ يرجها حتى ذابت الحبيبات. كان هاريسن يراقبه وكأنه مسحور. وبعد أن اقتنع بوارو بمحلوله مشى الى عش الزنابير... فتح الزجاجة وأدار رأسه جانبا وسكب المحلول في العش ثم تراجع خطوتين ليراقب الوضع.
كانت بعض الزنابير التي تحط عائدة الى عشها ترتجف قليلا ثم ترتمي ساكنه فيما زحفت زنابير أخرى خارج فتحة العش لترتمي ميتة بعدها. راقب بوارو ذلك برهة ثم هز رأسه وعاد الى الشرفة قائلا: موت سريع, سريع جدا.
وجد هاريسن أخيرا صوته وقال: ما هو مدى معرفتك؟
نظر بوارو أمامه تماما وقال: كما قلت لك, لقد رأيت اسم كلود لانغتن في السجل. أما ما لم أخبرك به فهو أنني صادفته بعد ذلك مباشرة. وقد أخبرني بأنه كان يشتري سيانيد البوتاسيوم بناء على طلبك أنت لتدمير عش الزنابير. وقد أثار ذلك انتباهي باعتباره أمرا غريبا يا صديقي لأنني أتذكر أنك -في ذلك العشاء الذي تحدثت عنه- تكلمت مطولا عن الحسنات الكبيرة لاستخدام النفط واستنكرت شراء السيانيد باعتباره خطيرا وغير ضروري.
- استمر.
- وعرفت شيئا آخر. لقد رأيت كلود لانغتن ومولي دين معا في مكان لم يكونا يعتقدان أن أحدا سيراهما فيه. انني لا أعرف تلك المشاجرة بين المحبين التي جعلتهما أساسا يفترقان ودفعت الفتاة اليك ولكنني أدركت بأن سوء التفاهم بينهما قد زال وأن الأنسة دين كانت في طريق عودتها الى حبيبها.
- استمر.
- وقد علمت شيئا آخر يا صديقي. لقد كنت في شارع هارلي شارع الأطباء قبل أيام وقد رأيتك تخرج من عيادة طبيب معين. وأنا أعرف الطبيب وأعرف المرض الذي يلجأ اليه الناس من أجله وقد رأيت التعبير على وجهك. ذلك التعبير الذي لم أره سوى مرة أو مرتين طوال حياتي ولكنه تعبير لايمكن الخطأ فيه. كان وجهك وجه رجل حكم عليه بالاعدام. أنا على حق في هذا أليس كذلك؟
- على حق تماما, وقد قرر الطبيب أنني لن أعيش سوى شهرين.
- أنت لم ترني يا صديقي؛ لأنك كنت مشغولا جدا بأمور أخرى تفكر فيها. وقد رأيت شيئا آخر على وجهك ذلك الشئ الذي قلت لك عصر اليوم ان الرجال يحاولون اخفاءه... رأيت فيه الكراهية يا صديقي. انك لم تكلف نفسك عناء اخفاءها, لأنك لم تظن أن أحدا كان يراقبك.
- استمر.
- لم يعد لدي كثير مما يقال. جئت هنا ورأيت اسم لانغتن بالمصادفة في سجل السموم كما قلت لك, ثم قابلته وجئتك هنا. لقد نصبت لك فخاخا. أنت أنكرت أنك طلبت من لانغتن الحصول على السيانيد أو بالأحرى عبرت عن دهشتك لفعلته ذاك. لقد فوجئت في البداية لدى رؤيتي ولكنك سرعان ما أدركت أن وجودي سيكون مناسبا لما تفكر فيه, فشجعت شكوكي. كنت أعرف من لانغتن نفسه أنه سيأتي هنا في الساعة الثامنة والنصف, ولكنك قلت انه سيجئ في التاسعة معتقدا أنني سآتي لأجد كل شئ منتهيا, وهكذا كنت أعرف كل شئ.
- لماذا أتيت؟ لو أنك فقط لم تأت!
اعتدل بوارو في جلسته وقال: لقد قلت لك, ان القتل هو اختصاصي.
- القتل؟ بل قل: الانتحار.
صدع صوت بوارو حادا واضحا وهو يقولك كلا, بل أعني القتل. كان موتك سيكون سريعا وسهلا ولكن موت لانغتن الذي خطط له كان أسوأ موت يمكن لانسان أن يلقاه, فهو الذي اشترى السم وهو الذي جاء لزيارتك وهو -وحده- الذي كان معك. تموت فجأة ويكشف السيانيد في كأسك ويشنق كلود لانغتن... تلك كانت خطتك.
زمجر هاريسن مرة أخرى نائحا: لماذا أتيت؟ لماذا أتيت؟
- لقد أخبرتك. ولكن يوجد سبب آخر؛ وهو أنني أحبك. اسمع يا صديقي انك رجل يحتضر وقد فقدت الفتاة التي أحببتها ولكن شيئا واحدا لا يمكن أن تكونه... فأنت لست قاتلا. قل لي الآن: أأنت سعيد أم آسف لحضوري.
ساد لحظات صمت, واعتدل هاريسن في جلسته. بدت في وجهه هيئة جديدة: هيئة رجل استطاع أن يتحكم بدخيلة نفسه العميقة. مد يده عبر الطاولة وصاح: شكرا لله أنك أتيت... آه, شكرا لله أنك أتيت.
وان شاء الله الباقي في الطريق بس بعد التفاعل اوكي .....
تحياتي" بنت ناس ":قلبـــــــــــ |
|